lilhayat.com  |BlogTO go Back to home page click here للعودة إلى الصفحة الرئيسية اضغط هنا  Facebook|  Youtube
الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |
القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك | الأسقف الراعي |Twitter  
like us on Facebook

حضارة الموت تقتل الأخوّة - أخ او أخت  
 

بقلم شربل الشعار

في 7- حزيران 09

حضارة وثقافة الموت تدريجياً لا تقتل فقط الحبّ والحياة في الأطفال المشرفة على الولادة والمرفوضة بالإجهاض، والبالغين المرفوضين بما يسمّى القتل الرحيم ومساعدة الإنتحار، لكنها تعطي صورة بشعة لمستقبل لا يعرف فيه الإنسان معنى الأخوة ومعنى المحبة ، وتحول الكون إلى حضارة أساسها الأنانية العمياء، وإنتشار حبّ الذات والحقد والكره بين الناس والشعوب والتجارة بالجنس وتبادل النساء للزواج ، أيضاً تحمل الفراغ والوحدة في الحياة في جميع مراحلها.

لمذا أقول ان حضارة الموت تقتل الأخوة؟ مثل بسيط ، في الصين ان يكون عند الإنسان اخ أو أخت هذا غير شرعي!. من وراء سياسة الصين للطفل الواحد في كل اسرة! وقد اتبعت الصين هذه السياسة منذ السبعينات، ووضعتها في القانون. وقد التمست هذه الصورة عندما التقيت بزميل لي في العمل، هاجر من الصين إلى كندا، وعندما سألته عن سياسة الطفل الواحد في الصين قال لي: ان عنده صبي واحد وكان ممنوع عليه ان يجلب اطفال من بعده بسبب هذه السياسة. وتابع هذا الرجل البسيط بكلامه، وقال لي: يسألني أبني ماذا يعني أخ؟ وماذا يعني أخت؟ في تلك اللحظة فهمت من وراء تسألات هذا الطفل البريء ان في الصين قد ماتت الأخوة ومات معنى الحبّ والمحبّة، وأن هذه الحضارة أنتشرت في جميع انحاء العالم، وإننا نعيش ثمار حضارة الموت الجهنمية ـ التي لا تعرف معنى الحضارة والأصول والتاريخ ومعنى الإنسانية، وهذا ليس محزن ومقلق فقط لكنه لا يبشّر بالخير على جميع دول العالم. بل باللظلمة والموت والفساد.

فمعنى الأخوة والمحبّة انتهى لانه في اللغات السامية العبرية والسريانية الأرامية والكلدانية والعربية كلمة أخ أو أخت تعني عندما يكون الإنسان في وجع يقول أخ. وأول إنسان يجب ان يسمع له هو اقرب إنسان له الأخ والأخت والقريب، وأكيد الأهل الذين شاروكوا الله بخلق حياة بشرية جديدة ودافعوا وخدموا واعطوا الحماية لأطفالهم عندما كانوا صغار وضعفاء، ولأن الأنسان يخلق ضعيف ويولد ضعيف ثم يصبح قوي وبعد عمر يصبح ضعيف من جديد في أخر مرحلة من حياته أي عندما يصبح عجوز او معوّق أو يمرض بمرض مستعصي. وبعضهم يولدوا ضعفاء ويبقوا ضعفاء كل العمر بسبب الإعاقة الجسدية والعقلية. فعندما لا يكون في العائلة أخ أو أخت لا يقدر الإنسان ان يسمع نداء وصوت الضعيف في المجتمع.

حضارة وثقافة الموت أي الإجهاض طرق منع الحمل وما يسمّى القتل الرحيم، تتم في محور العائلة وليس خارجها، اي انها لا تسمع صوت الضعيف في الأسرة، ووجود خيارات شريرة في الدول التي شرّعتها، جاء من سحب الحماية عن هؤلاء الضعفاء في القانون، بمعنى ان الدولة والقانون يقولون للشعب، نترك لكم الباب مفتوح، إذا أردتم ان هذه الخيارات، نحن نعطيكم أيها وليس الكنيسة ولا الله. بل انها تقول للناس انكم انتم إله يمكن ان تقتلوا الضعفاء المرفوضين في أسرتكم خصوصاً الطفل في الرحم والعجوز المشرف على الولادة والمعوّق.

أن لا يكون للإنسان اخ أو اخت شيءٌ مقلق، ومحزن وان تكون الأسرة صغيرة باستعمال الإجهاض وباختيار جنس الطفل وتفضيل الصبي على البنت، وهذا خلق عدم التوازن الديمغرافي في دول مثل الصين والهند وبعض الدول العربية. في الصين مثلاً النسبة هي 100 أنثى مقابل 130 ذكر وازداد الطلب على النساء في الزواج وخلقت حضارة التجارة بالجنس والدعارة أولاً،  وثانياً لان سياسة الدولة هي طفل واحد لكل عائلة، فأصبح الطلاق شيءٌ مرغوب للهروب من هذه السياسة، لان المرأة مطلوبة اكثر من الرجل، يعني ان هنالك حضارة لتبادل النساء في الصين وتبادل الأزواج والصراع على النساء والتجارة بهنّ... كل هذه من وراء سياسة السيطرة على عدد السكان وحضارة الموت.

هؤلاء الأزواج الذين اجبروا على هذا النوع من السياسة التوتاليرية الدكتاتورية مثل الدول الشيوعية والإشتراكية التي فرضة منع الحمل والإجهاض الإجباري، أو ما يسمّى عقيدة الإختيار التي لم تأتي من الله بل من توافر شرّ الإجهاض في الدول الرأسمالية والدول الغربية. هؤلاء الأزواج يرون نفسهم في فراغ محزن ومقلق بوحدة ناشفة من المحبّة والتضحية وتبادل الخدمات من بداية إلى آخر مرحلة من الحياة.

ولكن الرجاء والنور الحقيقي الذي يشعّ من الظلمة كما يشعّ يسوع من المذود وضوء القبر يأتي من الحقّ والمحبّة بحماية والدفاع عن قدسية الحياة برسالة انجيل الحياة للبابا يوحنّا بولس الثاني الذي يضيئ لنا نوره على العالم ليعرف أن الكنيسة والمحبة هم أقوى من الموت والكره والحقد.

يمكن نشر هذا المقال مع ذكر الصدر

جميع الحقوق محفوظة للناشر وللحياة.كام© Copyright  


مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life Movement
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com