الدفاع عن حياة الضعيف
بقلم شربل الشعّار
كند في 4 ك1 2011
 
لأنه تجسد مثلنا، يسوع المسيح عندما كان في رحم العذراء مريم كان ضعيف. فمشروع الله للخلاص ورسالة يسوع المسيح الأولى هي لحماية الضعيف والمرفوض والمهمش والمتألم والمضطهد والبائس والمسكين في المجتمع. أيضاً هذه هي رسالة الكنيسة.

كلنا عندما حمل بنا في بطن أمنا، كنا ضعفاء وكنا بحاجة ماسة للرحمة، لهذا السبب يسمى المكان الذي خلقنا فيه رحم الأم. وعندما كبرنا أصبحنا أقوياء، لكن سوف يأتي يوم عندما نصبح عجز أو معوقين أو عندما يصيبنا مرض مستعصي- عضّال أو في آخر مرحلة من حياتنا، سوف نصبح ضعفاء من جديد. وكلنا الآن ضعفاء وبحاجة لرحمة الله.

حضارة الموت تستهدف وتهدد الضيف أولاً الطفل البريء المشرف على الولادة في الرحم بالقتل بالإجهاض وحتى بعد الولادة الأطفال الرضع ، وثانياً تستهدف وتهدد الضعيف المشرف على الموت أو الضعيف والمعوّق والمريض المستعصي، بالقتل الطبّي بما يسمّى القتل الرحيم أي عندما يقتل الطبيب مريضه.

عندما نتكلم عن الدفاع عن قدسية الحياة من لحظة الحمل إلى ساعة الموت الطبيعي، هذا يعني إن حياة الضعيف مهددة، لأننا نعيش اليوم في عصر الإجهاض الذي يقتل كل سنة أكثر من 60 مليون طفل. حيث شرّع الإجهاض الجراحي عند الطلب في الكثير من الدول العالم، من ضمنها الدول الشرقية مثل الجزائر وتركيا. (1)

أما الأماكن التي لم تشرّع الإجهاض الجراحي عند الطلب، يسمح بما يسمّى الإجهاض العلاجي، حيث يطبق الإجهاض تحت هذه الكذبة لأنه ليس هنالك أي حمل يجب أن تقتل الطفل لتخلص الأم، إلا إذا كان من يطالب به هو نفسه مجهض.

ورخص الإجهاض الكيماوي مثلما رخصت حديثا وزارة الصحّة في لبنان حبوب الإجهاض نورليفو. ورخص غيرها من الحبوب التي تعتبر مانعة للحمل لكنها بالفعل هي حبوب إجهاضية، لأنه ليس هنالك أي شيء اسمه حبوب مانعة للحمل. ويساء استعمال حبوب قرحة المعدة سايتوتاك لإجهاض الجنين في الكثير من الدول حيث قانون الرقابة على الأدوية ضعيف جداً.

بمعنى آخر، انه تمّ تشريع وترخيص جرائم قتل الضيف البريء في الرحم بالإجهاض. والضعفاء الغير مرغوب بهم بما يسمّى القتل الرحيم. (هولندا وبلجيكا وسويسرا ، وبعض الولايات في الولايات المتحدة)

كن صوتً للذين ليس عندهم صوت.
في سفر الأمثال 31 يقول الله
-8: افتح فمك لأجل الأخرس في قضية كل أبناء الخذلان. -9: افتح فمك واحكم بالعدل وأنصف البائس والمسكين.
لهذه السبب يجب علينا كمسيحيين وغير أديان أن نرفع الصوت للذين لا يقدرون أن يرفعوا صوتهم
، مثل الأطفال في الرحم التي تذبح بالإجهاض كل يوم، والعجوز المشرف على الموت والمعوّق والذين عندهم أمراض مستعصية.

لماذا يجب علينا أن نكون الدعاة عن الضعيف؟
الطفل عندما يكون في رحم أمه يكون ضعيف وعندما يولد يظهر لنا بأنه بحاجة للعناية والخدمة والحماية والمحبة، لهذا السبب يبكي، وعندما يصبح العجوز ضعيف أيضاً قد يبكي كالطفل لأنه بحاجة للعناية والخدمة والحماية والمحبة.
لكي نحبه ونخدمه وندافع عن حياة الضعيف البريء، أولاً يجب أن نكون صوته، ندافع عن حقوقه المدنية والقانونية وأولها حقه بالحياة، لنجعل الجميع يفعلون نفس الشيء.
ثانيا أن نطالب بالعدالة له، أن لا يفرض عليهم القتل من قبل الأقوياء. وان هؤلاء الأقوياء سوف يصبحون ضعفاء يوماً ما. وسوف يندمون
على أفعالهم، وأيضاً نطالب بحمايتهم وهذا واجب المجتمع، ونرفع الصوت ضد قتل الطبّي والاستبداد والطغيان من الأنظمة.
(1)
http://www.algeriemedia.org/modules.php?name=News&op=NEPrint&sid=91

جميع الحقوق محفوظة Copyright lilhayat.com


 مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page  
E-mail us:
info@lilhayat.com