lilhayat.com  |    BlogTO go Back to home page click here للعودة إلى الصفحة الرئيسية اضغط هنا  Facebook|  Youtube
الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |
القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك | الأسقف الراعي |

خُذوا كلوا منه جميعُكم

خذوا كلوا منه جميعكم . English

كتب شربل الشعّار

في 16-12-2001

هل تعلم بأن مشجعي حبوب الإجهاض، ومنع الحمل الاصطناعية ، يريدون من جميع الناس والنساء بالأخص، القادرين على الإنجاب باستعمال كل وسائل منع الحمل؟. أي بمعنى آخر، عكس ما ينوي يسوع المسيح. ونفس كلامه في الليلة التي قبل آلامه وموته على الصليب، قال لتلاميذه في العشاء السرّي هذه الكلمات عن الخبز والخمر الذي حولّهما لجسده ودمه: «خُذُوا، كُلُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي!» ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ، وَشَكَرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ وَالَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. » (متى: 26-28)

القديس غريغوريوس النصيصي يقول :"السقوط أدخل إلى طبيعتنا الإنسانية بذار الموت . المسيح أخذ على عاتقه الإنسانية الساقطة وأدخل إليها بذار الحياة "المعمودية" وقوة الحياة "الافخارستيا " للانتصار على الموت وتأسيس مبدأ توحيدها وعدم فسادها-1.

المسيح بإعطائنا جسده على يد الكاهن، يعطينا الحياة ويصل بنا مجدداً إلى الله الآب، بجعلنا خليقة جديدة، (2قرنتس: 5/16) تشاركه بالخلق والخلاص. وهو يُجدد فينا الحياة الروحية، وبالتالي الحياة الجسدية لأن الإنسان جسد وروح. بينما من يعطي حبوب الإجهاض، ومنع الحمل الاصطناعية، يعطي السم والموت ويفصل مجدداً الإنسان عن خالقه وعن شريكة حبه، كما فصلتنا الخطيئة الأصلية عن الله على يد آدم وحواء في بداية الكون (تك: 3). وكان غياب العدالة الأصلية -2 ، هكذا يحصل اليوم. تفصل طرق منع الحمل الاصطناعية الأزواج عن بعضهم البعض، وتغيب العدالة الأصلية. (فالخطيئة الأصلية هي غياب العدالة الأصلية- 2 )

فمن يعطي طرق منع الحمل الاصطناعية وحبوب الإجهاض ، يُجمّد بالنتيجة قدرة المشاركة بالخلق، وتُقَتل الحياة، وتطرَدْ إرادة الله خارج الأزواج، والبيت . فكما طَرَدَ الله الإنسان فن الفردوس هكذا طرق منع الحمل وحبوب الإجهاض تَطرد الله خارج غرف النوم ، والعائلة، وإنَها تَخلُقْ حضارة جديدة أساسها الفساد والخطيئة. وكما كان موت الإنسان الأول بالأكل، هكذا يكون تدمير قدرة الإنجاب، وموت الحياة بالإنسان الحاضر بأكل حبوب منع الحمل الاصطناعية، والحبوب المجهضة. فالمسيح يريد أن ينتشلنا من الخطيئة، ومن يعطي حبوب منع الحبل الاصطناعية يريد أن يغرّقنا بالخطيئة من جديد. حبوب منع الحمل الاصطناعية تجمد قدرة المشاركة بالخلق، بينما حبوب الإجهاض تدمر الحياة مباشرةً. (حبوب منع الحبل الاصطناعية هي "باب للإجهاض-3") من الناحية الأخلاقية، هما شران مختلفان إختلافاً نوعياً: فالأول ينافي حقيقة الفعل الجنسي، بوصفه تعبيراً عن الحب الزوجي، بينما الآخر يدمّر حياة كائن بشري. الأول يجافي فضيلة العفة الزوجية، بينما الآخر يناقض فضيلة العدالة وينتهك مباشرة الوصية الإلهية "لا تقتل". -4

النساء اللواتي يأكلنّ حبوب الإجهاض ومنع الحمل، يقلنّ قبل أخذها "هذا هو جسدي" لا أحد يخصه . فهذه كذبة جديدة، فالمرأة تأكل سم لا لتقتل نفسها، ولكن الحياة في ضمنها أو تعقيم قدرتها على المشاركة بإعطاء حياة جديدة. بينما المسيح يقول :"هذا هو جسدي" فيعطينا الحياة وثمارها…

فيسوع بالأفخارستيا هو الصلة بين الأزواج، وبين الله، بينما حبوب الإجهاض، ومنع الحمل الاصطناعية هي الفاصل بين الأزواج وبين الله . فسرّ الزواج هو سرّ من أسرار الكنيسة السبعة وديمومته تغذى من سرّ الأفخارستيا.

تشريع استعمال حبوب منع الحمل ، هو رخصة للفساد والفحش الجنسي.

المسيح في سرّ الأفخارستيا يعطي الحياة بجسده للكنيسة، ويوحدها بحضارة الحياة والمحبة، وبزل النفس. بينما حبوب الإجهاض، ومنع الحمل الاصطناعية تدفع الإنسان إلى الأنانية، والتجزيء . فتغيّرت كل الحضارات الشرقية والغربية على السواء لحضارة واحدة، وهي حضارة الفساد والفحش الجنسي وبالنتيجة الموت (الإجهاض، الكيماوي والجراحي…) وتلاحظ ذلك في الأغاني الحديثة بينما القديمة كان كلامها محتشم، وتقي، وبريء ، وكان الغزل بالعواطف بين الحبيب والحبيبة من أهم علامة على ذلك. بينما بالأغاني الجديدة مات كل ذلك فهي تدعو إلى العهر والزنى والدعارة لعيش الحياة الجنسية قبل الزواج وخارج الزواج (خطيئة)، وليس هنالك أي عائق بالتعبير عن الشعور إن كان صحيح أم غير صحيح. شاذ أو غير شاذ مستقيم أو غير مستقيم. فحبوب الإجهاض وطرق منع الحبل الاصطناعية هي الجواب لمثل هكذا شعور، وأي شيء غير ذلك فهو شيءٌ من القديم . بغد النظر عن ما هو خير للشخص الآخر وما هو مشرف للأخلاق وما هو ممجد لله خالق الجميع.

فكما كانت بداية الخطيئة المميتة بأكل المرأة أولاً وغدّ نظر آدم أو إهماله موت حواء بالأكل ، كذلك إهمال رجال اليوم موت الحياة بالنساء ، باستعمالهنّ حبوب الإجهاض، وطرق منع الحبل الاصطناعية، هو عودة إلى الخطيئة الأصلية والفساد والموت من جديد.

 

  1. القديس غريغوريوس النصيصي، العقيدة المسيحية وأسرار الإيمان، ترجمة واقتباس الدكتور نبيل داود.ص114

  2. SUMMA THEOLOGICA, QUESTION 82: OF ORIGINAL SIN, AS TO ITS ESSENCE: OBJ 1

  3. New Perspective on Contraception P 63

  4. إنجيل الحياة . للبابا يوحنّا بولس الثاني رقم 13

مار شربل للحياة:  حركة علمانية كاثوليكية للمدافعة عن الحياة والعائلة والإيمان حسب القانون الكنسي 298 و299

جميع الحقوق محفوظة Copyright ©


مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com