كتب شربل الشعار

عندما تجسّد يسوع المسيح واصبح إنسان، وبعد ان بشّر الملاك جبرائيل العذراء مريم بالحبل من الروح القدس، وبعد ان بدد خوفها وتشجيعها بعمل الله برسالة آخرى ودليل على قوة الله، قال لها ان نسيبتها أليصابات المتقدمة في السنّ حامل في الشهر السادس، وفي نفس الوقت أعطاها الرسالة المسيحية الأولى وهي مساعدة إمرأة في أزمة حبل بالعناية بحبلها، فأسرعت مريم إليها برسالة تجسّد ابن الله يسوع المسيح الشخص الثاني من الروح القدس، وحملته مريم وهو مازال طفل في الاحشاءها، إلى عمادة وتخليص طفل آخر في احشاء اليصابات هو يوحنّا المعمدان. هذه هي اول رسالة تبشرية ليسوع ومريم معاً. والكنيسة تقول ان مريم هي اول مبشرة بيسوع المسيح. مبشرة بماذا؟ بالخلاص وحماية طفل مشرف على الولادة. وهذا يعني اول رسالة مسيحية هي الدفاع عن قدسية الحياة من لحظة الحبل إلى ساعة الموت الطبيعي.

العذراء مريم، لم تفكّر كثيراً في نفسها قالت أنا آمة الربّ، نعم اقبل بالتجسّد واقبل بالرسالة المسيحية الأولى، مساعدة امرأة حامل وحماية الحياة. فذهبت وساعدت خالتها في حبلها الصعب، لانها في شيخوتها وحبلها أكيد صعب وهي بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والروحية معاً. لهذا السبب نرى ان الجنين رقص في احشاء اليصابات من الفرح. الأم تاريزا من مدينة كلكوتا الهند كانت تقول ان اول إنسان تعمّد هو الطفل في الأحشاء.

النساء اللواتي يفكرنّ بالإجهاض هنّ في حالة صعبة من الحمل أي انه هنالك تهديد غير طبيعي ضد الطفل المشرف على الولادة، وواجبنا الأول كمسيحيين ان نساعد هذه الأم كي تخلص طفلها من الموت بالإجهاض.

الأب فرنك بوفون يقول عن يسوع المخلّص في الأحشاء وعنده صلاة عنوانها "المخلّص في الأحشاء" من أجل الذين يموتون في الإجهاض. نعم نرى يسوع انه مخلّص قبل ان يولد اي عند التجسّد عندما صار إنسان قبل تسعة اشهر من ميلاده العجيب، وهذا هو سرّ التجسّد.

فنرا يسوع يخلّص جنين من احتمال ان تروّح امه اليصابات طبيعياً. فلو لم تساعد العذراء أليصابات كان من المحتمل ان يكون حملها أصعب جداً، فعند وجدها ويسوع مع يوحنّا وأليصابات تغيّرَ الكون تعمّد يوحنّا اي حضره يسوع ان يكون الصوت في البرية يقول اعدّوا طريق الربّ ، كذلك ليحضّر لرسالة يسوع في مجيئه الأول.

نحن اليوم كمسيحيين كذلك نحضّر لمجيئ يسوع المسيح الثاني، كذلك واجبنا الأول هو الدفاع عن قدسية الحياة من لحظة الحبل، نعد الطريق ليسوع والمتألم في الرحم، اي حماية الحياة في النساء الحوامل بكل معنى الكلمة الأم الحامل والطفل، خصوصاً اللواتي يفكّرنَّ او يجبرهنَّ احد على الإجهاض. مثل بعض الرجال، الأزواج او الأباء أو الحكومة مثل حكومة الصين التي تجبر سياسة الطفل الواحد لكل عائلة على قتل الطفل الثاني قبل الولادة.

يجب توقيف الإجهاض بكل الطرق السلمية والمدنية الحرّة، وليس بالعنف بل بالحقّ والدفاع عن حياة اصغر البشر الأطفال في الأحشاء، وفي اي بلد في العالم وفي اي لغة. المسيح انتصر ومن هذا الإنتصار نعمل ، ولا ننتظر هذا الإنتصار ان يتم في يومٍ من الأيام ، فمن خلال القيامة من الموت نعمل ولا نتوقف ، نعمل لانه ممنوع ان يكون في العالم ذبائح تقدم لإله الخيار وإله الأسباب الأقتصادية والإجتماعية، فيها يقتل الإطفال باشنع الجرائم ضد الإنسانية بالإجهاض وما يسمّى القتل الرحيم. لانه نرى ان هذا هو الإرهاب الكبير ويجب توقيف هذا الإرهاب ايضاً.

جميع الحقوق محفوظة للناشر ، يمكن نسخ المعلومات مع الإشارة إلى الموقع والكاتب.