الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك | الأسقف الراعي|
 

ندوة في لبنان تحت عنوان: "الميلاد وكرامة الحياة البشرية: الإخصاب في الأنبوب"   
 

المركز الكاثوليكي للإعلام

نحن: "ابناء الله"
في 17 ك1 2009

عقدت ندوة تحت عنوان: "الميلاد وكرامة الحياة البشرية: الإخصاب في الأنبوب" في المركز الكاثوليكي للإعلام في بدعوة وحضور سيادة المطران بشارة الراعي، راعي أبرشية جبيل المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، الخوري عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب يوسف مونس، أمين سرّ اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، الأب سامي بو شلهوب، المسؤول عن فرع  السمعي البصري في المركز، شارك فيها دكتور عاطف مجدلاني، رئيس لجنة الصحة في البرلمان اللبناني، دكتورة ميرا حذوري، دكتور في الجامعة اللبنانية- كلية العلوم، في علم الخصوبة والتناسل في الجامعة اللبنانية.

بداية رحب سيادة المطران بالحضور وشكرهم على وجودهم معنا اليوم، وجاء في كلمته:

1. الميلاد وكرامة الحياة البشري

نقرأ في مقدمة انجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله، والكلمة هو الله... والكلمة صار بشراً، وسكن بيننا" (يو1: 1 و14).

هذه الكلمة هو يسوع المسيح ابن الله الذي اخذ جسداً بشرياً من مريم البتول بقوة الروح القدس. حملته مريم امه تسعة اشهر فتكوّن جنيناً في بطنها منذ اللحظة الاولى التي قالت فيها "نعم" لارادة الله يوم البشارة. ما يعني ان هذا الذي تكوّن في حشاها لم يكن مجرد كتلة من خلايا في بداياته البيولوجية، بل كان هذا الذي سيكون، يسوع المسيح فادي الانسان. ان جسم كل جنين ينمو تدريجياً وفقاً "لبرنامج" محدد تماماً، مع هدف خاص يظهر في ولادة كل طفل. هذا يقتضي احتراماً غير مشروط للكائن البشري في شموليته الجسدية والروحية، ومعاملته كشخص منذ الحبل به، والاقرار بحقوقه وفي مقدمتها حقه في الحياة (مجمع عقيدة الايمان: كرامة الشخص البشري، 4-6).

ان ابن الله بتجسده، وقد ضمّ الطبيعة البشرية الى الوهيته في وحدة شخصه الالهي، اكدّ من جديد كرامة الجسد والنفس اللذين يكوّنان الكائن البشري. فلم يحتقر المسيح – الاله الجسد البشري، بل كشف معناه وقيمته. واذ صار ابن الله واحداً منا، فقد اعطانا ان نكون نحن: "ابناء الله" (يو1: 2) و"مشاركين في الطبيعة الالهية" (2 بطرس 1: 4). فرفع هكذا كرامة الحياة البشرية الى شرف القدسية. وانكشف تدبير حب الله وحكمته في انه اراد ان يكون الناس "على شبه صورة ابنه الوحيد" (روم 8: 29) (المرجع نفسه، 7).

 في ضوء كلمة الله المتجسّد، ندرك ان كل جنين بشري ينعم، منذ الحبل به حتى مماته، بكرامة الشخص. هذا هو المحور لكل تفكير وبحث في طب الحياة واخلاقياتها (المرجع نفسه، 1). الطبيب هو في خدمة الحياة البشرية وانجاحها كثمرة للاتحاد الزوجي الموصوف بحب الزوجين. فلا يحق له ان يتصرف بها كما يشاء او ان يقرّر بشأنها (المرجع نفسه، 12). فتجوز التقنيات الطبيّة والمعالجات التي تلغي عراقيل الخصوبة الطبيعية مثل المعالجة بالهرمونات والمعالجة الجراحية المتنوعة. وهي مقبولة بمقدار ما تمكّن الزوجين من اجراء الافعال الزوجية بهدف الانجاب (المرجع نفسه 13).

2. الإخصاب في الأنبوب

التقنية

1) استنزال منيّ الرجل بطريقة غير اخلاقية.

2) ضّخه في البويضات المنتجة خصيصاً واخصابها في الانبوب، ويتراوح عددها بين 6 و10 فينتج منها أجنّة. كل بويضة ملقّحة هي كائن بشري  في حالة جنين.

3) نقل عدد من هذه الاجنّة لا يقل عن 3، وزرعها في رحم المرأة التي قد تكون الزوجة او امرأة غيرها مستعارة.

4) تجميد الاجنّة الاضافية في سائل الازوت بدرجة 196 تحت الصفر.

نوعا الإخصاب

1) الإخصاب المتجانس: تكون البيوضة من الزوجة والمنيّ من الزوج، ويُحمل الجنين في رحم الزوجة.

2) الاخصاب المغاير: تُستعار البويضة او المني من غير الزوج والزوجة، وبالامكان احياناً في هذه الحالة او في الاخصاب المتجانس استعمال رحم امرأة اخرى، تُسمّى المرأة الحامل البديلة (عن الأم).

موقف الكنيسة في الاخصاب في الانبوب عامة يشجب هذا الاخصاب، لاعتراضات اخلاقية

1) فالحصول على مني الرجل يجب ان يتم اخلاقياً من خلال الفعل الزوجي، لا بطريقة اخرى خارج الجماع.

2) الفعل الزوجي يُستبدل بفعل تقني خلافاً لتصميم الله الخالق الذي رتّب وحدة المفهومين في الفعل الزوجي: الاتحاد والانجاب (الحياة البشرية، 14). هذا انتهاك لشمولية فعل الانجاب.

3) عندما يأتي الفعل التقني ليحّل محلّ اتحاد الجسدين، تنحرف العلاقة مع الولد، فلن يكون هبة بل حصيلة فعل تقني يلبي رغبة الزوجين 

موقف الكنيسة من الاخصاب المغاير يشجب هذا الاخصاب بالمطلق، لانه يفكك الروابط القرابية

 1) اذا اُُوتي بمنيّ من غير الزوج، تُنتهك حقوق الطفل بأن يُحبل به ويولد في الزواج وبالزواج، ويُجرح جرحاً عميقاً في نفسه لانه لن يعرف ابداً لا اباه البيولوجي، ولا العائلة التي يتحدر منها.

2) اذا اُوتيت بويضات من امرأة غير الزوجة وتُخصب بمني الزوج، او اذا استُقرض رحمها لحمل الجنين حتى الولادة، او اذا طُلب من هذه المرأة اعطاء بويضاتها واقتراض رحمها معاً، يصاب الولد بجرحين: الاول، لانه لن يعرف امه البيولوجية، والثاني لانه يُنتزع بشكل وحشي منها، عند الولادة، هي التي حملته في بطنها، حيث تكوّنت شخصيته. والمرأة الحامل تُجرح في كرامتها لانها استًعملت كأداة: فقد تمّ شراء جزء منها، ومنعها من هبة ذاتها للولد، ولو لم يكن ابنها الشرعي.

3) وفي كل حال، ثمة خيانة للالتزام الزوجي بالاستئثارية بين جسدي الزوجين. ويفقد الزوجان المساواة في العلاقة مع ابنهما، لانه الثمرة البيولوجية للواحد من دون الآخر.

4) يضطرب تكوين شخصية الولد لانه يأتي من ابوين مختلفين: واحد بيولوجي وواحد اجتماعي، ومن امّين مختلفين: واحدة حامل وواحدة اجتماعية

 5) تنتهك حقوق الولد الطبيعية بان يحبل به ويولد في الزواج وبواسطة الزواج (هبة الحياة، 2/2) 

موقف الكنيسة بشأن وضع الجنين

ينقل الطبيب ثلاثاً من البيوضات الملقّحة في الانبوب، وقد اصبحت أجنّة الى الرحم من اجل تأمين حظوظ النجاح ولو بولد واحد، وتُحفظ الاجنّة الفائضة في حالة تجميد للاستعمال عند الحاجة.

اذا عشعشت الاجنّة الثلاثة في رحم المرأة، ولم يشأ الزوجان ولادة توائم، يعنى الطبيب باتلاف اثنين. هذا الاتلاف هو اجهاض متعمّد وبالتالي جريمة قتل مزدوجة.

بالنسبة الى الاجنّة المجمّدة، فإما تستعمل لتلبية حاجة الزوجين اياهما، واما تترك للبحث العلمي، واما تُباع لازواج يرغبون في الحصول على ولد، واما تُتلف. في الحالات الاول، تنتهك كرامة هذه الكائنات البشرية، وفي الحالة الاخيرة، تُرتكب جريمة اجهاض.

وعليه،

1. كل إتلاف متعمد لجنين هو اجهاض، وبالتالي عملية قتل.

2. الاجنّة المجمّدة هي كائنات بشرية مجهولة المصير، ومعرّضة لكل المخاطر.

3. تنتفي كرامة الشخص البشري وتُنتهك عندما يُستعمل الجنين البشري لغايات تجارية او يخضع لابحاث او لاختبارات طبية، إلاّ اذا هدفت هذه الاخيرة الى خيره، كمعالجته او حفظه في الحياة.

معروف من احصاءات الاخصاب في الانبوب ان ثلث النساء اللواتي يلجأن الى هذه التقنية يحصلن على ولد، فيما عدد الاجنّة، وهي كائنات بشرية، التي يُضحّى بها يبلغ نسبة 80%. انها جرائم قتل متعمّد، من اجل تامين رغبات شخصية ومكاسب مالية (كرامة الشخص البشري،16).

ان رغبة الزوجين في الحصول على ولد ونواياهما الصالحة لا تبرر الوسيلة السيئة. فحياة الانسان مقدسة وهي عمل الله الخالق، وتظل ابداً في علاقة خاصة معه، وهو هدفها الوحيد. فالله هو وحده سيد الحياة من بدايتها الى نهايتها. ولا يحق لاحد، اياً كانت الظروف، ان يدّعي لنفسه حق القضاء مباشرة على كائن بشري بريء ( هبة الحياة، 5؛ انجيل الحيالة، 53).

وقد قال الله على لسان ارميا النبي: "قبل أن أُصورّك في البطن عرفتك، وقبل أن تخرج من الرّحم قدستك، وجعلتك نبياً للامم" (ارميا 1: 5).

ثم تحدث الأب عبده أبو كسم فقال

الميلاد وكرامة الشخص البشري عنوان واحد لمخطط الله الخلاصي والهدف هو كل كائنٍ بشري خلق على هذه الارض بفعل المحبة الإلهية. هذه المحبة التي تجسّدت لترفع الإنسان عن كل ما يشوّه صورته.

إن الزمن الميلادي هو زمنٌ  مبارك، هو زمن الولادة، عيد العائلة التي تنبض بالحياة، وكثيرٌ من الأزواج والعائلات الذين لم يرزقون بعد بأولاد، يصلّون هذه الأيام لطفل المغارة، لكي يزيّن عائلتهم بطفل يكون هدية عيدهم.

 ومنهم من يفتش عن يسوع في العائلات الفقيرة، فيفجر محتبه وعاطفته مع الأطفال الذين لسعهم الجوع وعضّهم المرض وسرق الفقر البهجة من عيونهم.

ومن منهم من يسعى وراء الطب وتطوّراته العجيبة، ليحققوا ما يسمى بإلأنجاب الاصطناعي أو طفل الأنبوب واضعين الإنجاب دون سواه نصب عيونهم جاهلين أو متجاهلين أن الإنجاب هو ثمرة علاقة الحب بين الرجل والمرأة وهذا يقتيضي أن لا يكون هناك وسيط بينهما.

والإشكالية المطروحة مثلثة الوحوه:

ما هي الروحيّة التي ينطلق منها الطب في مضيّه قدماً في عملية الإنجاب الأصطناعية؟

ما هو موقف الدولة من هذا الموضوع؟

ما هو موقف الكنيسة الروحي والأدبي من هذا التطوّر؟

ثم الدكتورة ميرا حزوري:

شرحت بالتفصيل عن التقنيات الحديثة للإنجاب عند الإشخاص الذين لديهم مشكلة، فالدراسات تشير إلى أننا لا نستطيع الحكم على هؤلاء الأشخاص إلا بعد مضي سنتين من الفحوصات التي تثبت عدم القدرة على الإنجاب.

تحدثت عن الإنجاب الطبيعي، الذي ينتج عن علاقة المرأة بالرجل. وعن الإخصاب الأصطناعي شارحة كيف تتم هذه العملية.

ورأيها وموقفها من روحية هذا التطور في الطب، مشددة على "ضرورة وضع قوانين من الدولة ومن الجسم الطبي ترعى هذا الموضوع من أجل احترام الحياة واحترام الانسان".

النائب عاطف مجدلاني:

شكر سيادة المطران الراعي والأباء الأجلاء على استضافته للنقاش وقال: "أن موضوع الاخصاب في الانبوب هو موضوع انساني، اجتماعي وقانوني، إضافة الى أنه كنسي ديني، لانه عند المسيحيين الزواج سر إلهي، وهذه هي النقطة الاساس التي تنطلق منها العائلة، وهذا السر الالهي يكلل ويحمي العلاقات الجنسية بين الزوج والزوجة، وهو الرابط الاساسي بينهما الذي من خلاله تنشأ العائلة، وهكذا يبنى المجتمع بطريقة صحيحة وسليمة".

وقال: "لا شك أن تطور الحياة يخلق إشكالات في صميم هيكلية العائلة. فعند وجود صعوبات للحصول على ولد، يبدأ التفتيش عن كيفية إيجاد ولد. قبل هذه التقنيات الجديدة كانت الطريقة الوحيدة "التبني"، وهذه هي الطريقة الانسب والاسلم، نخلص فيها حياة إنسان من الشقاء الى حياة أفضل تفتح له آفاقا جديدة". صار في تطور بعيد عن الأخلاقيات والقوانين الكنسيّة، والتشريع ينظر لهذا الأمر ويوجد له ضوابط، ولكن للأسف في لبنان لا يوجد ضوابط. اليوم بدأنا النظرة إلى هذه التقنية التي يساء استعمالها خاصة في مراكز في لبنان (مراكز تجارية، كذب على الرجل والمرأة، تلقيح من الرجل نفسه، أو من رجل آخر دون إخبار الرجل)، لذلك يجب أن يكون هناك مراقبة وقوانين.

وكشف أن لجنة الصحة أجرت بناء على طلب من نقابة الاطباء، تعديلا لقانون الآداب الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، ويجب التوسع أكثر في هذا الموضوع ومواضيع أخرى كوهب الاعضاء والتجارب البشرية على المرضى".

وتحدث عن الإنجاب المساعد قائلاً: لا يجوز عملية التلقيح الاصطناعي إلا بين الزوجين مع مراعاة القوانين والصفة الدينية الأخلاقية التي ترعى شؤون العائلة إن كانت عند المسلمين أو المسيحيين.

وأنهى سعادته كلامة متوجهاً إلى سيادته بالقول: أوعدك سيدنا هذا الموضوع يأخذ اهتمامي وسنستعين بكل القوانين الموجودة في العالم ونستنتج القانون الذي يناسبنا لكي نحمي مجتمعنا والعائلة وشكرا.

وتناول الأب يوسف مونس الموضوع من الناحية اللاهوتية، وقال: "ها ان العذراء البتول تحبل وتلد ابنا، وتلك كانت "الآية" التي أعطاها الله دلالة لفعل خلاصه قبل ستمائة سنة من حدوثه كما تنبأ أشعيا. وهكذا تمّ كلام الله بعد الترمّز له قبل ستماية سنة بحسب النبؤات. هذا الفعل الإلهي الخالق هو ارتباط بقول الله الخالق. لأنه عندما يقول الله كن يكون. لذلك هو خالق بقوة كلمته. واليوم في هذا الميلاد المبارك يخلق الله بقوة حبه خلاصنا وسلامنا وفرحنا. هذا هو معنى الميلاد الإلهي. أي أن الله أصبح معنا لأنه هو عمانوئيل. إلهنا معنا. المجد له لأن هو صار فرحنا وخلاصنا.



مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life Movement
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com