استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الثلاثاء في الفاتيكان أساقفة سويسرا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، يتقدمهم المطران أميدي غراب، ووجه إليهم كلمة مطولة قال فيها إن الكنيسة في بلادهم تواجه تحديات مرتبطة بالوضع الثقافي والراعوي. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ نمو العولمة والنسبية لا يؤدي إلى قلة ممارسة الأسرار سيما المشاركة في قداس الأحد وحسب، بل إلى جعل القيم الأخلاقية التي اقترحتها الكنيسة موضع نقاش.وبهذا الصدد ذكّر الحبر الأعظم بأزمة العميقة لمؤسسة الزواج والعائلة وبارتفاع حالات الطلاق والإجهاض وامكانية الاتحادات بين أشخاص من جنس واحد، وقال إنها تشكل علامة واضحة للتخلي عن المسيحية. وأشار البابا أيضًا إلى أن كثيرين من معاصِرينا يعيشون وكأن الله غير موجود، مؤكدا في الآن الواحد أن مجتمعا كهذا، يحتاج اليوم ـ وأكثر من أي وقت مضى ـ إلى صوت الأساقفة.

وأضاف قداسته يقول لأساقفة سويسرا: إنكم مدعوون إلى إِسماع كلمة الله والرسالة المسيحية التي تساعد على فهم الإنسان ومعنى وجوده، وإلى الوحدة والإجماع أيضًا في اتخاذ المواقف الضرورية حول المسائل اللاهوتية والإخلاقية. وحث البابا الأساقفة على إعلان الإنجيل بشجاعة وهدوء "بوقته وبغير وقته"، مذكّرا بواجب الحفاظ في الإحتفال الإفخارستي، وبأمانة تامة، على النظم الليتورجية، وقال:"لم تكن الليتورجية قط ملكا لأحد، لا للمُحتفل ولا للجماعة التي تُقام فيها الأسرار، وكما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني: إن الإفخارستيا هي ينبوع وقمة كل حياة مسيحية". وتابع البابا كلمته داعيا الأساقفة إلى تشجيع المؤمنين على ممارسة سر التوبة بشكل منتظم، لكونه يسمح باكتشاف عطية رحمة الله، ودعا الكهنة إلى التقيد بنُظم الكنيسة المتعلقة بالحلّة الجماعية التي تتطلب اوضاعا استثنائية، مذكرا بهذا الصدد بالرسالة الرسولية في الرحمة الإلهية حول بعض مظاهر الاحتفال بسر التوبة.

هذا وشكر الأب الأقدس المؤمنين العلمانيين على تعاونهم مع الرعاة في مختلف قطاعات الحياة الراعوية،ودعا الأساقفة إلى البقاء قريبين من الكهنة، معاونيهم الأوائل وإلى الالتزام بمواصلة المسيرة الراعوية المتعلقة بالدعوات الكهنوتية والرهبانية، مشددا في الوقت عينه على ضرورة الاهتمام بتنظيم وتوجيه الإكليريكيات ومختلف كليات اللاهوت، وعلى تشجيع المؤمنين على الإلتزام بمسيرة مسكونية ترتكز إلى المبادئ التي تم التعبير عنها في القرار المجمعي حول الحركة المسكونية. وفي ختام كلمته منح قداسة البابا أساقفة سويسرا بركته الرسولية.