كل طفل وكل إنسان هو هدية ورسالة من عند الله

بقلم شربل الشعار

سنة 2000 عندما بدءت نشر رسالة مار شربل للحياة، كنت اوزع رسالة أخبار للحياة شهرية في كنيسة سيدة لبنان في مدينة تورنتو، كندا، فعرضتها لأحد الأشخاص (السيد س.) فقال: نعم أخذ نسخة، فأخذها مني مزقها امامي والتفت حوله ليجد برميل النفايات ورماها امامي في الزبالة بكل وقاحة ولم يعتذر.

يومها شيءٌ ما في داخلي تحرك وشعرت بان شيءٌ كبير يجري في العالم اليوم، ليس على قيمة الورق (0,25 دولار) ولا على الحبر  المكتوب بل على الرسالة المرفوضة التي ربطتها بمن تتكلم عنهم هذه الرسالة. أي الأطفال في الرحم المعوّقين والذين عندم مرض ميؤس منه، اي المسيح المرفوض منذ ألفين سنة والمرفوض اليوم من عدد كبير من اعضاء الكنيسة وغيرهم. وبأنه هكذا يحصل للاطفال في الرحم بالإجهاض. فالله يعطِ هدية ورسالة للام والأب الذين بدورهم يأخذون هذه الهدية يمزقوها ويرموها في النفايات امام اعين الله وبكل وقاحة، على يد المجهض، اي الشخص الذي انتهك وحول مهنة الطبّ ليستغلّ النساء ويقتل ابرء الأبرياء الأطفال في الرحم. بدون رحمة. لان كلمة رحم هي نفسها رحمة. واين نرى هذه الكلمة تستعمل اليوم في ما يسمّى القتل الرحيم.! فيسحب الطفل الصغير ويمزّق جسده ويرمى في برميل النفايات.

 

وقد استعملت أنا شخصياً في مدينة تورنتو، تمزيق الورق امام المكان الذي يقتل فيه وتمزق اجساد الأطفال في الإجهاض وامام ثلاثة نساء يحرسنّ ملحمة البشر ويواكبنّ غير نساء حوامل للدخول إلى مكان القتل، حيث نحاول اعطاءهنّ الرسالة الأخيرة للأم والأب الذين سوف يمزقون اجساد اطفالهم بالإجهاض، لأبرهن لهم عن الذي يفعلوه. حيث كنت اوزع منشورة للحياة، اخذت هذه الورقة المرفوضة ومزقتها امامهم وقلت لهنّ، للأسف خسرت ورقة، هكذا تمزق اجساد هؤلاء الأطفال الذين يموتون داخل هذا المبّنى، انتم لا ترون هذا. وقلت لهنّ في وقت آخر: أين أطفالكنّ؟ قتلتهنّ صح؟ فقالت احدهم. عظيم شربل كيف عرفت هذا، أننا حصلنّ على اجهاض؟

ضعوا انفسكم مكان الله، لبضع دقائق، فمن كثرة حبكم للبشر. تعطوهم هدايا مقدسة، حياة بشرية اطفال في الرحم، وبكل وقاحة وأمام اعينكم يمزقونها ويرموها في النفايات ويبصقوا في وجهكم. كيف يكون شعوركم في تلك اللحظة؟

كل انسان عنده رسالة. هذه الرسالة هي محبة حياته البشرية اولاً وحبه لنا. والرسالة التي احملها لكم هي محبّة الشخص البشري الذي صنعه الله بحد ذاته على صورته ومثاله. اي الدفاع عن قدسية الحياة من لحظة الحمل إلى ساعة الموت الطبيعي. الإنسان البشري الذي احبه الله وبذل نفسه من اجله على الصليب. لذا كل إنسان منّا هو رسالة أرسلها الله للعالم.

هدية ورسالة الحياة، ليست مواد حبل او شيء آخر يمكن التصرف به كما يحلوا للبعض. بل إنها حياة وشخص وكائن بشري معه رسالة من الله. وحياته مقدسة وغير مقبول انتهاك حرمتها.

الله يعط والله يأخذ من بعد ان تمّت رسالة كل إنسان. وتمّت به إرادت الله إن كان قد عمل مشيئته أو تمرد عليه، الله هو ضابط الكل. ولا اي انسان عنده الحقّ بقتل الحياة.

  شربل الشعار

جميع الحقوق محفوظة