بعبادة الإرادة الحرّة تروج حضارة الموت   

بقلم شربل الشعار
الضعيف المخفي

المواضيع التي اكتب عنها ضد ثقافة وحضارة الموت، تصب كلها في قدسية الحياة وكرامة حياة الإنسان. الطوباوية الأم ترايزا كلكوتا الهند كانت تقول: "بأن أكثر إنسان يتألم في يومنا هو الطفل في الرحم."

 الطفل في الرحم المعرّض لخطر الموت بالإجهاض بطبعه صغير هو إنسان ضعيف ومهمّش وعملية تقطيعه بسكاكين المهجضين تتم في الخفّة أي في الظلمة، أي انه ضعيف ومخفي في نفس الوقت لهذا السبب الإجهاض هو عمل خبيث من الدرجة الأولى.

 من منا يرى في عيونه جرائم الإجهاض اليومية؟ سوى الذي يقتل الجنين. حتّى الأم التي تحصل على إجهاض لا ترى كيف مات طفلها، كيف فتح المجهض عنق رحمها بالقوة وكيف استعمل قوة الطبّ لتمزيق جسد الطفل في رحمها، وكيف سحب الجثة إلى خارج رحمها ورمية في النفايات. لكنها تشعر مع طفلها لان هنالك علاقة حبّ بينهما قد انتهت عندما قتل هذا الضعيف البريء. وهذه العلاقة لا تنتهي بالإجهاض. لهذا السبب تعاني نفسياً.

 الإجهاض جريمة خبيثة ويجب إفضاح هذا العمل الشرير المخفي بكل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، لان السكوت عن الشرّ ليس شيطانٌ اخرس فقط، بل السكوت يقتل. الإجهاض لن يتوقف إلا عندما يرفضه جميع الناس بالتكلم ضده بإفضاح أعمال الظلمة.

  لانه إذا لم نرفض الإجهاض بالدفاع عن قدسية الحياة سوف يذهب المجتمع إلى تشريع قتل الضعيف المرفوض العجوز والمعوّق والذي عنده مرض عضّال بما يسمّى القتل الرحيم.

 المشاكل الأخلاقيات الطبّية تكبر يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة. لقد بدءنا  بطرق منع الحمل والإجهاض وما يسمّى القتل الرحيم، ووصلنا اليوم إلى الأبحاث على الخلايا الجذعية الجنينية والإستنثاخ ووصلنا إلى سرقة الإعضاء الجسيدة بطرق غير شرعية وغير أخلاقية.

 مجازر الإجهاض هي ضد الضعفاء في الرحم تتم في الخفّة وكل الإعتداءات ضد قدسية الحياة من لحظة الحمل إلى ساعة الموت الطبيعي ما يسمّى القتل الرحيم ومساعدة الإنتحار تتّم في الخفّة وسرق نقل الأعضاء تتم في الخفّة.

 ما يسمّى القتل الرحيم أيضاً يحصل في الخفّة وبالسرّ ، لانه عمل كره ضمن الأسرة لانه يقتل الضعيف. والمشكلة هي ان المروجين لما يسمّى القتل الرحيم لا يريدون من الدولة بتشريع ان شخص يقتل شخص آخر بل ان الشخص هو نفسه يطلب القتل لنفسه. أي انهم يقولون انك انت تطلب هذا ونحن نحقق طلبك.

لهذا السبب نرى بأن:

 عدد كبير من الزعماء المدنيين وحتّى الروحيين في جميع الأديان يروجون التتبرّع بنقل الأعضاء بإردتك انت. لانه انت عندك إرادة حرّة.

 بعبادة الإرادة الحرّة يقولون استعمل طرق منع الحمل

بعبادة الإرادة  الحرّة يقولون يحقّ لكم الإجهاض

بعبادة الإرادة  الحرّة يقولون يحقّ لك ما يسمّى القتل الرحيم

بعبادة الإرادة  الحرّة يقولون تبرّع باعضاءك الجسدية

    هذا التشديد على الإرادة الحرّة خلق جماعة من الناس يعبدون الإرداة الحرّة ، لانها عطية من الله. هذا الإرادة إذا لم تكن حسب مشيئة الله فهي ليست حرّة بل مستعبدة ومترّدة ضد لله وضد حياة الإنسان الضعيف.

 يجب علينا افضاح الذي يجري في الخفّة بكل الطرق السليمة والقانونية... يقول الأب فرنك بوفوني رئيس حركة الكهنة للحياة في الولايات المتحدة: لا تقولوا ماذا سيحصل لي إذا تكلمت وفضحت هذه الشرور! بل قولوا ماذا سيحصل للطفل في الرحم المعرّض للقتل إذا لم اتكلم ضد الظلم...

 الباقي عليكم...