السكوت

السكوت

هنالك عدة أنواع من السكوت. وأحيانا السكوت في مكانه عظيم يرجع الى المثل العربي المعروف، إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب، وهنالك مثل ضد هذه المثل يقول " السكوت عن الشرّ شيطانٌ اخرس".

السكوت من ذهب عندما يكون في المجتمع عدالة لكل الناس وسلام ومحبة بين البشر. وحماية لحقوق الإنسان التي تصب في الخير المشترك ، لانه هنالك اشخاص اليوم يطالبون بالحرية والحقوق البعيدة عن الحقّ، فتصبح الحرية بدون الحقّ رخصة للفساد في المجتمع.

يقول الأب فرنك بفون مدير حركة الكهنة للحياة في الولايات المتحدة ، "أن السكوت هو عكس الحيقية والنور" وهذا يعني ان السكوت هو ضد الإنجيل وضد البشارة ولأخبار المفرحة، لان المسيح قال "إذهبوا في الأرض كلها وأعلنوا البشارة للخلق اجمعين" السكوت لا يعلن ملكوت الله.

السكوت يخدم الشرّ والظلمة، اكثر ما يخدم الخير والنور الحقيقي. هو السكوت والتسكية لقمع الحقّ وطمر الذي يحصل في الإجهاض بالكذب والسكوت معاً.

ايضاً يقول الأب فرنك: هل تعرف لماذا مات المسيح؟ مات بسبب سكوت الشعب الذي كان يهتف له، تلاميذه هربوا ولم يدافعوا عنه، الذين صنع بهم العجائب لم يتذكروه، المسيح مات بسبب سكوت الرجال الجبناء الذين لم يدافعوا عنه...

هذا النوع من السكوت عرفه النساك القديسين مثل القديس شربل مخلوف عنايا، الذي بعدما اكتملة محبته لاخوته في الدير واصبح جاهزاً لمحبة الله الكاملة، سمح له بالتنسّك والإختلاء مع الله. وكان قد طالب القديس شربل رؤساء الكنيسة بالتنسّك منذ زمن طويل. ولم يسمح له إلا عندما وجدوا فيه محبة كبيرة لاخوته، فكان تنسكه وسكوته مع البشر مقدس ، لانه لم يكتب شيء ولم يعظ شيء بل كان كلامه الكثير مع الله ، لا كرهاً بالناس بل محبةً لهم. واعماله واعاجيبه قبل موته وبعدها كانت برهان على ذلك.

هذا النوع من السكوت يدل على عدم محبة الساكة للضعيف ولاخيه الإنسان، ويدل ايضاً على نية شرّ أو القبول بالشّر!. فيصبح السكوت عن الشرّ شيطان أخرس. الأب فرنك بوفون مدير حركة الكهنة للحياة في الولايات المتحدة الأمريكية يقول: "السكوت عن شرّ لا يخدم الضحية بل يخدم الطاغي." وهنا عندما يخدم الطاغي يدل على ان السكوت عن الشرّ هو القبول به؟ وقد نرى ان هنالك يد شريرة تريد السكوت. وأكبر مثل على ذلك هو أن الذين يعرفون ان الإجهاض هو شرّ رغم ذلك يبقون ساكتين لسنين كثيرة رغم النداء لهم بالتكلم. خاصة بعض الزعماء الروحيين الذين جالسين على عرش الله ولا يفعلون شيء، لتخفيف عذاب يسوع بأصغر البشر الأطفال المشرفة على الولادة التي تموت كل يوم بالإجهاض.

الكردينال أنطوان بيفيلاكوا رئيس اساقفة فيلادلفيا في الولايات المتحدة يقول: " يسوع قال لنا لا تخافوا. هنالك عدة انواع من الخوف. الخوف على الحياة مثلاً الخوف من اكل السمّ والخوف على حياة الإنسان. وهنالك مخافة الله ، وليس الخوف من الله بأنه سيغضب علينا لا بالخوف من أذى محبة الله لنا. وهنا لا يتكلّم يسوع عن هذا الخوف بل يتكلّم عن الخوف الذي يجعلك ساكة." اي التخويف الذي يجعلك ان تفعل لا شيء.

هذا النوع من التخويف الذي يجعلك ان تفعل لا شيء يستعمل ضد الكنيسة والإكليروس اليوم من قبل أعداء الحياة للتخويف وتسكية الكهنة في كندا. مثلاً هنالك قانون وزارة الضرائب يقول أنه لا يحق للمنظمات الخيرية أن تكونوا مع فريق سياسي ضد فريق آخر. يعني لا يحق للكاهن ان يقول للناس في كنيسته ان يصوت لفلان أو ان يجمعوا المال لفلان أي رجل سياسي. وهذا عظيم ، ولكن هذا الخوف جعل الكثير من الكهنة الذين لا يعرفون هذا القانون ساكتين عن الظلم. وخاصةً التشريعات الاأخلاقية في المجتمع ومن كثرة هذا الخوف والتخويف سكتوا عن الظلم. ولم يعرفوا أن القانون لا يقول أنه لا يحق للكاهن ان يقول في الكنيسة صوتوا مع الحياة تكلموا ضد شرّ الإجهاض. تكلموا ضد تشريعات الشرور.

ويجب الرجوع إلى كلام يسوع الذي يقول لا تخافوا إني غلبت العالم. إذا كنت عن صحيح تحبّ اخيك المعذّب أي الجنين الذي يموت في الإجهاض تكلّم ضد هذه الجرائم والمجازر اليومية، إذا كنت عن صحيح مسيحي حامل الصليب، لا تخاف من الإضطهاد الأكيد لان به تشارك يسوع بخلاص العالم.

حركة مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com