جذور حضارة الموت هي وسائل منع الحمل؟

لقد وصلنا من لبنان بأن عدد من الراهبات والكهنة يشجعون استعمال وسائل منع الحمل. فلا عجب من ذلك لأنه أكثر من 90 % الكاثوليك يستعملون مانع الحمل، فكما فعل مجمع اساقفة كندا في ما يسمّى وثيقة مدينة وينابج سنة 1968 ضد رسالة قداسة البابا بولس السادس Humanea Vitea حياة الإنسان التي بها حرّمت الكنيسة الكاثوليكية استعمال كل طرق منع الحمل الإصطناعي. ومن هنا بدء التمرّد على تعاليم الكنيسة إلى يومنا هذا. فقد تنبّء البابا يومها عن الوصول إلى يوم حيث ينظر إلى المرأة بأنها سلعة تستعمل وتهان كرامتها من وراء تشريع استعمال وسائل منع الحمل.

وهكذا فعل اكثر من مجمع اساقفة في العالم. من مجمع اساقفة فرنسا إلى ألمانيا وكثير من الدول الغربية. ويتابع بعض الكهنة في لبنان كما فعل الأب ادجار الهيبي سنة 2001 وعلى راديو صوت المحبّة إلى نقل هذا التمرّد على تعاليم الكنيسة حول استعمال مانع الحمل بوصفها انها نعمة تساعد الأزواج ان يعيشوا الحبّ بفصله عن الحياة. مناقضاً قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا يوحنّا بولس الثاني.

ومن وراء هذا المترّد على تعاليم الكنيسة كان هنالك مشاكل الإساءات الجنسية من قبل بعض الكهنة في الولايات المتحدة التي بها دخل المثاليين اللوطين الإكليروس والكنيسة ليتمرّدوا مجدداً على تعاليمها ويسيؤا إلى الأطفال جنيساً ويجرّوا الكنيسة إلى محاكم والأبراشيات إلى الإفلاس.

لماذا يتفشّى الإجهاض في جميع انحاء العالم المسيحي؟ وما هي المشكلة الأصلية ؟

جذور عقلية مجازر الإجهاض هي رفض الحبل من وراء استعمال مانع الحمل الإصطناعي، لأنه بعقلية منع الحمل الطفل مرفوض ، وتستعمل وسائل منع الحمل للتأكد من أن هذا الطفل لا يولد أبداً. وإذا فشلت هذه الطرق المستعملة يبقى هذا الطفل مرفوض ، وعندها ينظر إلى الإجهاض بأنه وسيلة من وسائل منع الحمل. وهنا نرى الصلة بين الإجهاض ومانع الحمل. أنهما شريرن من نفس الشجرة، مختلفين، فشرّ منع الحمل يصب في الإجهاض. والمشكلة هي أن عدد كبير من الإكليروس، لا يرى هذه الصلة. ولا يعلّموا الطرق الطبيعية للخصوبة، التي لا تفصل بين الوحدة والمشاركة بالخلق وبين الحبّ والحياة في الزواج المسيحي بين رجل واحد وإمرأة واحدة فقط. بل بعض من الكهنة والراهبات يشجّعوا استعمال مانع الحمل بإعتقادهم بأن مانع الحمل هو الحلّ لمشكلة الإجهاض والفقر. وهنا نرى العكس يحصل تزايد في عمليات الإجهاض في لبنان وغير دول. لأنهم لا يرون الصلة بين الإجهاض ومنع الحمل.

مشجعي الإجهاض يستعملون طرق منع الحمل بالتناقض
فيقولون لكي نحل مشكلة الإجهاض يجب تشجيع طرق منع الحمل !؟ ثم يقولون أن الإجهاض هو طرق من طرق منع الحمل! . وهنا بوضوح نرى التناقض بهذا الشرّ الذي هو مرفوض رفضاً قاطعاً من قبل الكينسة الكاثوليكية التي تعتبر طرق منع الحمل شرّ من الشرور ضد العفة ، فالبابا يوحنّا بولس الثاني يقول في رسالة إنجيل الحياة التالي: # 13 : لا شك أن منع الحمل والإجهاض، من الناحية الأخلاقية، هما شران مختلفان إختلافاً نوعياً: فالأول ينافي حقيقة الفعل الجنسي، بوصفه تعبيراً عن الحب الزوجي، بينما الآخر يدمّر حياة كائن بشري. الأول يجافي فضيلة العفة الزوجية، بينما الآخر يناقض فضيلة العدالة وينتهك مباشرة الوصية الإلهية "لا تقتل 0

لماذا اشدد على طرق منع الحمل ؟ بكل بساطة لانها هي الباب الأول للإجهاض ورخصة للفساد واساءة استعمال الجنس خارج الزواج.

في كتابه , La limitation des nessances عالِم الاجتماع اليسوعي Stanislas de Lestapis نشر في سنة 1960 زودنا معطيات اجتماعية تشير عن وجود بما حدده "عقلية منع الحمل" . وفي عقلية منع الحمل هنالك الانطباع الشخصي بأن الطفل الغير مرغوب به هو شر. هذا على ما يبدو هو منطقياً من نتيجة النظر لطرق منع الحمل كأنها إيجابية لأن منع الحمل تفترض بأن تكون إيجابية، الشيء الذي يُبعد الطفل الغير مرغوب به ، ويجب أن يرمى بنور سلبي. الطفل الغير مرغوب به، كأنه ليس له شغلاً بأن يأتي للوجود عندما كان الأزواج المانعين الحمل واضحين بأنهم لم يريدونه. الينبوع قد سمم، وعندما يأتي الطفل في جو مانع للحمل ، من المحتمل أن يبقى نظرياً غير مرحّب به .

-قد يقول بعضهم ما هو الحل؟ كيف أعيش الحب ولا أقتل الحياة ؟

وهنا يقدر الأزواج استعمال الطرق الطبيعية لتنظيم الخصوبة، والبقاء منفتحين على الحياة، هذه الطريقة ترتكز على مراقبة العادة الشهرية عند المرأة وانتظار فترات الجفاف للقاء الزوجي، ولا ترتكز أبداً على العدّ لأن العدّ يختلف بين إمرأة وأخرى وهذه الطريقة يمكن الاطلاع عليها اكثر على: