من كارين شارارا

في 12/01/ 2010

إنك يا أمي وإن رفضت أن أولد فلا يسهعني مع ذلك إلاًّ أن أدعوك ماما.
أكتب إليك من السماء لأعبر لك عن الفرح الذي كان يغمرني منذ ابتدأت حياتي في أحشائك.كنت أودّ أن أولد وأعرفك وكنت أفكر أن أصيؤ ولداً سعيداً .

وكنت أحلم أن أتمكن من الذهاب إلى المدرسة وأن أصبح يوماً رجلاً عظيماً.
كنت أعتقد أنه عندما تتم الأشهر التسعة وأنا في جوار قلبك سأولد فيعم فرح كبير بقدومي..

ولكن فكرك لم يكن على فكري.
أليس كذلك يا أماه؟ وفي أحد الأيام،وأنا ألعب في أعماق قلبك ,شعرتُ بشئ غريب....يُعسر عليّ شرحه،جعلني أرتعد...شعرت أنَّ أحداً ينزع حياتي...أردتُ الدفاع عن نفسي،ولكن الموت بصوته الأجش الرنانّ فاجأني عندما كنت في أحشائك ألعب فرحاً ،ولا أفكر إلاَّ في أن أولاد لأحبك.
 

عندئذِ لم أدرك تماماً من ينزع حياتي .قولي لي،ماما.من كان باستطاعته أن يدخل بوقاحته إلى مسكني الآمن ويقتلني؟ من كان يعرف أنني هناك ؟ من هز ذاك يا ماما ؟ لماذا لم تدافعي عني؟
لا أدري ما الذي يجعلني أفكر.....عفوك ماما،فقد مرًّ في ذهني منذ حين ،غراب الشك الأسود فاعتقدت أنك أنت وحدك كنت قادرة على أن تفعلي ذلك.اغفري لي هذه الفكرة السيئة.فكيف يمكنني الوصول إلى الأقتناع بأنّ أماً بمكنها أن تقتل ابنها عندما لا تكون القّطة ولا التلفزيون في البيت موضوع مضايقة.
 

الآن ،ماما أعرف كل شئ...أنا في العالم الآخر مع رفيق حلّ به ما حل بي..وقال لي :نعم إنك الفاعلة,وإنّ هنالك أمهات يقتلن أولادهن قبل ميلادهم.أمي كيف قدرت أن تقتليني؟أمن الممكن أن تكوني أقدمت على ذلك ؟ ربما تفكرين في شراء آلة لجلي أواني المائدة أوغسالة جديدة بالمبلغ الذي كنت ستتكبدينه لولادتي.لقد فضلت أن تصغي إلى النصائح الشريرة على أن تصغي إلى قلبك.
كان عندي الكثير من الأحلام وقد قضيتِ على ذلك كله.
أ

تعرفين ماما ؟ كنت البارحة أتحدث إلى الله وسألته أن يُبين برحمته حقيقة موتي؟ عندئذٍ قبلني بحنان وقال لي أشياء كثيرة... الكلمات الرائعة والمشجعة التي كنت أحلم أن أسمعها من شفتي أمّ،وهي تهدهدني بين ذراعيها . وقال لي أيضاً أنهُ هو وحده سّيد الحياة وليس لأحد الحق ولا القدرة على أن ينتزعها.
 

عندئذِ انهمر من عيني سيل من الدموع.فضمني الله إلى صدره بحنان وأسرَّ إليّ قائلاً: يا صغيري إن لم يكن لك أم من بعد فأنا أعطيتك أمي وأشار إلى العذراء التي أعطتني كل ما رفضته لي.
 

ماما قبل أن أودعك أريد ان أسألك نعمة,وهي أن تقرأ الرسالة التي كتبتها لك صديقاتك وأمهات المستقبل,كيلا يرتكبن الأثم الفظيع الذي ارتكبته معي. ابعث إليك بكل المحبّة التي كنت أريد أن أقدمها لك مدّة حياتي،وأطلب لك التوبة عمّا فعلت مع ابنك الذي لن يولد أبداً.
كثيرتن هي الأحاديث التي تحذر الأجهاض هذه العملية الوحشية التي تقتل الحياة التي يزرعها لله في اجسادنا فكيف يحق لنا نخن الخطأة أن نقوم بقتلها ؟؟؟؟؟
أ

مل أن تزرع هذه الصور وكلام هذا الطفل الرحمة في قلوبن ابتعدت عن خالقها ونزعت الرحمة من قلوبها واستبدلته بالقسوة والوحشية.......